بقلم: إيمان لعوينة ّ
يعد مؤشر ارتفاع حالات التعافي من الإصابة بكوفيد 19 هذا الصباح، والتصاعد البطيء لحالات الإصابة الذي يبقى في حدود العشرات، من المؤشرات المهمة عن فاعلية كل التدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة الوباء ومحاصرته في ظرف قياسي على مستوى الزمن، وبتدخل عرضاني أفقي يشمل جميع المجالات الحيوية لفك معادلة بدت صعبة ولكنها لم تكن مستحيلة تجلت أساسا بضمان استمرارية تلبية الحد الأدنى للخدمات الحياتية الضرورية، وتكييف المواطنين مع الأجواء العامة التي تفرض عليهم الالتزام بضوابط الحجر الصحي إلى أبعد الحدود .
وما الاستجابة الطوعية لهذا الحجر، إلا مؤشرا آخر على ثقة المواطن في جهود الدولة / الأمة la nation، التي تستطيع مجابهة كل الصعوبات باعتمادها على مقدراتها الوطنية وقدراتها البشرية.
إن مبدأ السيادة الوطنية له تجليات عديدة جيوستراتيجية وسياسية وديبلوماسية واقتصادية و….، من أهمها استطاعة كل أمة أن تحمي أراضيها ومواطنيها والمقيمين على ترابها، من كل مهددات السلامة والأمان بما في ذلك كائنات مخبرية فيروسية ،باعتمادها على ذاتها وامكاناتها ومواطنيها دون حاجة لإطلاق نداءات للاستغاثة من الغير.
مؤشر آخر قوي وذو دلالة صارخة، هي اعتماد مقاربة حقوق الإنسان في التصدي للوباء، الحق في الصحة، الحق في التعليم، الحق في المعلومة، الحق في الخدمات الأساسية، الحق في الخبر الصحيح، الحق في الإيواء والتكفل بالأشخاص في وضعية صعبة، الحق في الأجر والتعويض المالي..
لا أعلم لما استحضرت من تاريخ المغرب، ملحمة المسيرة الخضراء التي حرر بها المغاربة جزءا من أراضيهم دون حرب ولا قتال، لعل ملحمة التصدي لوباء كوفيد 19 سيذكرها المؤرخون حيث كان الوطن نجما في سماء الإنسانية وكانت الدولة/ الأمة هي راعية هذه الملحة.
ّباحثة وجمعوية