كشفت تقارير موريتانية، اليوم الجمعة، أن جبهة البوليساريو تصرف الرواتب الشهرية لعناصرها ومسؤوليها بالعملة الموريتانية، في ظل طبيعة العلاقات التي تجمع الجبهة المدعومة من الجزائر ونواكشوط.
ووفق صحيفة “أنباء أنفو”، فإن حاجة جبهة البوليساريو إلى موريتانيا تزداد فى كل يوم، ليس على المستوى السياسي في حرصها على عدم تخلي حكام انواكشوط عن موقف الحياد في ملف الصحراء والاعتراف بمغربية الإقليم فحسب، بل ولأن موريتانيا تحولت خلال السنوات الماضية إلى الرئة التي يتنفس بها الصحرويون في مخيمات تيندوف جنوب الجزائر، خصوصا مع التسهيلات الأمنية والجمركية الفريدة الممنوحة لهم سواء على مستوى الإقامة والعبور فوق التراب الموريتاني.
وأوضحت الصحيفة في ذات الصدد، أن ”جديد ارتباط مصالح الصحراويين وجبهة البوليساريو تحديدا بموريتانيا، صرف الرواتب الشهرية التى تقدمها لعناصرها المتواجدين بنقط مسلحة مجاورة لحدود موريتانيا الشمالية بالعملة الوطنية الموريتانية ( الأوقية) .
وتابعت قائلة “مصادر قريبة من جبهة البوليساريو ، ربطت صرف الرواتب بالعملة الموريتانية بقرب المسافة بين أماكن تواجد أولئك المسلحين والأسواق الموريتانية فى ازويرات وبير ام كرين وافديرك، مشيرة إلى أن ذلك تبقى العلاقات بين موريتانيا وجبهة البوليساريو مثيرة للانتباه، في ظل علاقات جيدة و متينة مع المملكة المغربية.
ويوم أمس الخميس، استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، في قصر الرئاسة في نواكشوط، القيادي في جبهة البوليساريو، عمر منصور، حيث تسلم منه رسالة خطية من زعيم الجبهة، إبراهيم غالي.
ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية، عن القيادي في البوليساريو، في تصريح عقب لقائه بالرئيس غزواني أن الرسالة تتعلق بتطورات قضية الصحراء على ضوء مجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الذي قام خلال الأسابيع الماضية بجولة داخل المنطقة.
وأضاف عمر منصور، أن اللقاء كان مناسبة للاستماع لنصائح الرئيس محمد ولد الغزواني، في هذا الموضوع، وهو ما ينسجم مع العلاقات وحسن الجوار بين موريتانيا والبوليساريو.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الاعتراف الموريتاني بجبهة البوليساريو الذي حصل في ظروف خاصة عام 1984 إبان حكم رئيس الجمهورية الأسبق محمد خونا ولد هيدالة المقرب من الجبهة ، لم يتطور وحتى هذا اليوم، إلى سفارة أو تمثيلية ديبلوماسية قارة للبوليساريو في موريتانيا، رغم استقبال نواكشوط لمسؤولين البوليساريو بين الفينة والأخرى.
وتشهد علاقات الطرفين الكثير من المد والجزر تصل حد القطيعة غير المعلنة أحيانا.