أنا الخبر ـ صحف
وثقت مروحية تابعة للأمم المتحدة “المينورسو”، تفاصيل اعتداء عصابات “بوليساريو” على سائقي الشاحنات المتجهين إلى موريتانيا، وإتلاف أطنان من الفواكه والخضروات، تماديا في تحدي المنظمة العالمية التي دعت الانفصاليين إلى الانسحاب من منطقة الكركرات.
وقال مصدر مطلع إن قطاع الطرق التابعين ل”بوليساريو” أشهروا أسلحتهم الحربية لمنع مرور الشاحنات في الكركرات، وعمدوا إلى ابتزاز السائقين، تحت أنظار مروحيات “المينورسو”، التي وثقت اعتداءاتهم بفيديوهات وصور فوتوغرافية.
وحصلت “الصباح” على صور تكشف إتلاف قطاع طرق “بوليساريو” أطنانا من الخضر والفواكه، وقال سائقون إن الحصار المفروض على الكركرات يكلف خسائر تقدر بالملايين، مشيرين إلى أن عصابات مسلحة تلقت أوامر من قيادة “بوليساريو” من أجل التصعيد واللجوء إلى أساليب خطيرة في حال التدخل لفك الحصار عن الشاحنات، موضحين أن أغلب المهربين يتسترون خلف بعض تجار المنطقة، ويدعون أن مطالبهم اجتماعية صرفة، لكنهم في الحقيقة ينفذون تعليمات “بوليساريو” حرفيا. ووضعت العصابات نفسها عجلات مطاطية على الطريق لمنع مرور الشاحنات، وأشعلت النيران في بعضها مهددة السائقين بالقتل، فيما تكلف ملثمون بمواجهة السائقين وتهديدهم بالقتل ب”السيوف”، وتتكلف فرق بتقديم الدعم اللوجستيكي لهم.
وقال عدد من السائقين إن مهربين يدينون بالولاء للانفصاليين وضعوا متاريس لمنع عشرات الشاحنات من المرور إلى موريتانيا، ومنها إلى دول إفريقية أخرى، ودخل بعضهم في مناوشات معهم، خاصة أن المسؤولين في المنطقة قرروا وضع حد لتجارة “بوليساريو” المهربة ومواجهة كل أساليب الابتزاز والضغط على المغرب، مشيرين إلى أن أغلب أفراد العصابات لهم سوابق قضائية. ويرى مراقبون أن قيادة “بوليساريو” انتابتها، في الآونة الأخيرة، حالة “هيجان”، بعد إعلان حشد أنصارها القادمين من مخيمات تندوف وموريتانيا أمام البوابة الحدودية للاحتجاج، وتعطيل حركة المرور البرية، تزامنا مع الحملة الإعلامية التي تخوضها لإغلاقها، علما أن الكركرات منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في 1991، برعاية الأمم المتحدة، والذي يعتبر الجدار، الذي شيده المغرب منتصف الثمانينات من القرن الماضي، خطا لوقف إطلاق النار، حيث تنتشر القوات الأممية لمراقبة تنفيذه.