تعرف مختلف ربوع المملكة، منذ أيام، ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، وهو ارتفاع يأتي في غير وقته، إذ إن العادي هو انخفاض درجات الحرارة خلال هذه الفترة من السنة، والتي تعرف بـ”الليالي”.
وأكدت المديرية العامة للأرصاد الجوية، التابعة لوزارة التجهيز والماء، أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة سيستمر إلى حدود يوم الثلاثاء.
وقال الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، إن “ارتفاع درجات الحرارة خلال نهاية هذا الأسبوع ناتج عن تيار جنوبي دفع كتلا هوائية مدارية دافئة ورطبة إلى الصعود نحو جنوب ووسط البلاد وكذا المناطق الساحلية؛ وهو ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل خاص في المناطق الساحلية بمعدل 3 الى 6 درجات فوق المعدل”.
وأضاف يوعابد فيتصريح صحافي: “بالنسبة للتوقعات، فالطقس سيبقى مستقرا مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خلال النهار مع طقس دافئ نسبيًا على السهول الشمالية والوسطى والجنوبية وشمال الشرق، وضباب محلي على الساحل المتوسطي، مع تسجيل طقس بارد نسبيًا خلال الليل بمرتفعات الأطلس وجنوب الشرق”.
وفيما يهم درجات الحرارة القصوى، أفاد مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية بأنها ستتراوح بين 13 و 22 درجة مئوية على الأطلس والريف ومنطقة طنجة والساحل المتوسطي والشرق والجنوب الشرقي، وبين 28 و33 درجة مئوية بالوسط والمناطق الجنوبية، وبين 23 و28 درجة مئوية في باقي المناطق.
أما بالنسبة ليوم الاثنين، تابع المتحدث لهسبريس: “سيبقى الطقس دافئا نسبيًا على السهول الشمالية والوسطى والجنوبية وشمال شرق البلاد. وستنخفض درجات الحرارة العليا تدريجيا، ابتداء من يوم الثلاثاء”.
من جانبه، قال علي شرود، الخبير المناخي، إن “الأمر المؤكد أن السياق العام الذي شهدته الأرض بصفة عامة سنة 2023 هو ارتفاع درجات الحرارة”، لافتا إلى أن “السنة الماضية كانت هي الأشد حرا على الإطلاق في عدد من الدول، والمغرب خاصة”.
وأوضح شرود: “في الوقت نفسه شهد المغرب وعدد من الدول الأوروبية والإسكندنافية، الأسبوع الفارط، انخفاض درجات الحرارة حطمت الأرقام القياسية في البرودة، وهي أيضا تعتبر اضطرابات جوية”، معلقا “لكنها اضطرابات في وقتها؛ لكن غير العادي هو الارتفاع الأخير في درجات الحرارة”.
وتابع الخبير المناخي ذاته، قائلا: “هو ارتفاع خارج فصله، ويدخل في السياق العام المرتبط بتوالي سنوات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة”.