ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب لتداعيات العقوبات الأمريكية والحرب التجارية

أسعار النفط اقتصاد أسعار النفط

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الإثنين الموافق 14 أبريل2025، لتواصل بذلك مكاسبها للجلسة الثانية على التوالي. يأتي هذا الصعود في ظل تقييم السوق للتحركات الأمريكية الرامية إلى تشديد العقوبات على كل من إيران وفنزويلا، وهو ما يُتوقع أن يؤدي إلى تقييد إمدادات النفط العالمية.

وعلى صعيد التعاملات الآسيوية، استهلت الأسواق التداول على انخفاض، حيث سادت المخاوف من أن يؤدي تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى إضعاف النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي التأثير سلبًا على الطلب على الوقود.

يُذكر أن أسعار النفط كانت قد أنهت تعاملات يوم الجمعة الماضي بارتفاع ملحوظ بلغت نسبته 2.5%، في محاولة لتعويض الخسائر التي تكبدتها خلال جلسة الخميس، وذلك مع تقييم المتعاملين لتأثير حرب الرسوم التجارية على مستويات الطلب.

وعلى الرغم من هذا الارتفاع الأخير، سجلت أسواق النفط خلال الأسبوع الماضي ثاني خسارة أسبوعية متتالية، وذلك بسبب المخاوف المستمرة من تداعيات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقًا لبيانات منصة الطاقة المتخصصة. وقد فقد الخامان القياسيان، برنت وغرب تكساس الوسيط، ما يقارب 10 دولارات للبرميل منذ بداية شهر أبريل/نيسان الجاري، بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات التجارية.

أسعار النفط الحالية:

بحلول الساعة 06:35 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:35 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو 2025، ارتفاعًا بنسبة 0.15% لتصل إلى 64.86 دولارًا للبرميل. وفي المقابل، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم مايو 2025، بنسبة 0.20% لتصل إلى 61.62 دولارًا للبرميل، وذلك حسب الأرقام التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة لحظيًا.

وعلى مدار الأسبوع الماضي، انخفض سعر خام برنت بنسبة 1.2%، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 0.8%، بعد أن شهد كلا الخامين القياسيين انخفاضًا بنسبة 11% في الأسبوع الذي سبقه.

توقعات وتحليلات:

يتوقع بنك غولدمان ساكس أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولارًا ومتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 59 دولارًا لبقية عام 2025. كما يتوقع البنك أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 58 دولارًا ومتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 55 دولارًا في عام 2026.

في المقابل، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لأسعار النفط في عام 2025، وذلك في ظل المخاوف من ضعف الطلب على الخام. وتتوقع الإدارة أن يسجل متوسط السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط 63.88 دولارًا للبرميل خلال عام 2025، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 9.6% عن تقديرات شهر مارس 2025 التي بلغت 70.68 دولارًا. كما قلّصت الإدارة توقعات سعر خام برنت بنسبة 8.6% ليصل إلى 67.87 دولارًا للبرميل في عام 2025، مقابل التقديرات السابقة البالغة 74.22 دولارًا.

ويرى محللون أن الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من عام 2025 سيرتفع بمقدار 300 ألف برميل يوميًا فقط على أساس سنوي، وذلك “بالنظر إلى توقعات النمو الضعيفة”. وأضافوا أن تباطؤ الطلب من المتوقع أن يكون الأكثر حدة بالنسبة لمواد التغذية البتروكيماوية.

وفي سياق متصل، قامت بكين بزيادة رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125% يوم الجمعة، وذلك ردًا على قرار الرئيس دونالد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية، الأمر الذي يزيد من المخاطر في حرب تجارية تهدد بتعطيل سلاسل التوريد العالمية.

وعلى الرغم من منح ترمب استثناءات من الرسوم الجمركية الباهظة على بعض الأجهزة الإلكترونية المستوردة من الصين، أكد وزير التجارة الأمريكي أن المنتجات التكنولوجية الحيوية من الصين ستواجه رسومًا جديدة منفصلة خلال الشهرين المقبلين. وقد أدت الحرب التجارية إلى تفاقم المخاوف من استمرار انخفاض الأسعار المحلية الصينية بسبب تراكم الصادرات غير المباعة.

وأشارت موديز أناليتكس إلى أن بيانات التضخم الصادرة من الصين تظهر اقتصادًا غير مستعد لحرب تجارية، حيث انخفضت أسعار المستهلك للشهر الثاني على التوالي على أساس سنوي، في حين سجلت أسعار المنتجين انخفاضًا للشهر الثلاثين على التوالي.

ومع استعداد الشركات لانخفاض محتمل في الطلب، قامت شركات الطاقة الأمريكية بخفض منصات النفط بأكبر قدر في أسبوع منذ يونيو 2023، مما أدى إلى انخفاض إجمالي عدد منصات النفط والغاز الطبيعي للأسبوع الثالث على التوالي، وفقًا لشركة بيكر هيوز.

وفي خطوة قد تدعم أسعار النفط، صرح وزير الطاقة الأمريكي بأن الولايات المتحدة قد توقف صادرات النفط الإيرانية، في خطوة تُعد جزءًا من خطة ترمب للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي.

وفي تطور آخر، أفاد مسؤولون بأن الولايات المتحدة وإيران أجرتا محادثات “إيجابية” و”بناءة” في سلطنة عمان يوم السبت، واتفقا على الاجتماع مجددًا الأسبوع المقبل، في حوار يهدف إلى معالجة البرنامج النووي المتصاعد لطهران.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً