ارتباك في الجزائر بعد تعيين “فرانسوا بايرو” رئيسًا لوزراء فرنسا والسبب المغرب وفي التفاصيل،

في خطوة أثارت ردود فعل واسعة، أعلنت الرئاسة الفرنسية يوم الجمعة تعيين زعيم تيار الوسط فرانسوا بايرو رئيسًا جديدًا للوزراء، خلفًا لميشال بارنييه، الذي فقد ثقة البرلمان.

ويُعد هذا التعيين حدثًا بارزًا، خاصة في ظل مواقف بايرو الداعمة للمغرب، والتي أحدثت صدمة كبيرة للنظام الجزائري.

بايرو والموقف الفرنسي من الصحراء المغربية


يُعرف فرانسوا بايرو بمواقفه الداعمة لتعزيز العلاقات الفرنسية المغربية، وتأييده لسيادة المغرب على صحرائه. هذا التوجه ينسجم مع السياسة الفرنسية الرسمية التي دعمت في السنوات الأخيرة مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل واقعي لإنهاء النزاع حول الصحراء.

بحسب خبراء، يُتوقع أن يعمل بايرو على تعزيز التحركات الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب، مع التركيز على تقوية الروابط الثنائية في مجالات استراتيجية.

ويرى مراقبون أن هذا التعيين يعكس تطور موقف باريس بشأن قضية الصحراء المغربية، ما ساهم في تخفيف التوترات السابقة مع الرباط وتعزيز الثقة بين البلدين.

شراكة اقتصادية متينة


تُعتبر العلاقات المغربية الفرنسية نموذجًا للتعاون المبني على مبدأ “رابح-رابح”، خصوصًا في ظل المشاريع التنموية الكبرى التي يشهدها المغرب. وتلعب الشركات الفرنسية دورًا رئيسيًا في قطاعات حيوية مثل الطاقة والبنية التحتية، حيث تُعد فرنسا من أبرز الشركاء الاقتصاديين للمملكة.

وتشير المصادر إلى أن التوجهات السياسية والاقتصادية لفرانسوا بايرو تتماشى مع الدينامية الجديدة التي أطلقها المغرب، والتي تشمل أوراشًا كبرى على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. هذا التعاون المتزايد يعزز الشراكة الثنائية ويُظهر استعداد البلدين لتوسيع التعاون في مجالات مبتكرة.

زيارة ماكرون ورسائل التقارب


توجت هذه الدينامية بزيارة رسمية قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، إلى جانب زيارة رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية يائيل براون بيفيه التي استمرت ثلاثة أيام. كما انعقد اجتماع تناظري بين رئيس مجلس المستشارين المغربي محمد ولد الرشيد ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه عبر تقنية الفيديو، مما يبرز حرص الطرفين على تعزيز الحوار والتعاون في مختلف القضايا.

ردود فعل جزائرية غاضبة


في المقابل، تسبب تعيين بايرو في صدمة كبيرة للنظام الجزائري، الذي اعتبر هذه الخطوة تعزيزًا لمواقف فرنسا المؤيدة للمغرب في قضية الصحراء. ويرى محللون أن الجزائر تعيش نكسة دبلوماسية جديدة، حيث يزداد الاعتراف الدولي بعدالة الموقف المغربي ومصداقية مقترحاته.

مع هذا التعيين، تدخل العلاقات المغربية الفرنسية مرحلة جديدة من التقارب، مما يعزز مكانة المغرب كحليف استراتيجي لفرنسا في المنطقة ويضع الجزائر أمام تحديات متزايدة في الدفاع عن مواقفها التقليدية.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع