أنا الخبر ـ متابعة
خلال شهر أبريل من السنة الماضية، ((أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن تعيين العقيد المتقاعد، شفيق مصباح، في منصب مدير عام للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية”، حسب ما أعلنته الصحافة التي أكدت أيضا أن الأمر يتعلق بثاني تعيين لضابط متقاعد من الجيش في منصب سامي في مؤسسة مدنية يقوم به الرئيس، بعدما عين في وقت سابق اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد في منصب مستشار أمني بالرئاسة.
وسبق للإعلام المغربي أن اهتم بظاهرة استحواذ الجيش الجزائري على مناصب مدنية في عهد الرئيس تبون، وتمت الإشارة إلى ما أثاره تعيين العقيد المتقاعد، شفيق مصباح، على رأس هذه الهيئة من جدل، لكونه عمل لسنوات طوال في جهاز المخابرات على عهد مسؤولها الأسبق، الفريق محمد مدين المعروف باسم توفيق، غير أنها المرة الأولى التي يظهر فيها اسم هذا المسؤول الجزائري على صفحات الجرائد المغربية في علاقة بجريمة خطيرة، ترقى إلى درجة محاولة اغتيال(..) تعرض لها سفير المملكة المغربية في بوركينافاسو، بعد إطلاق النار عليه..
تقول جريدة “العلم” الناطقة باسم حزب الاستقلال، نقلا عن وسائل إعلام بوركينابية، أن ((رجلا يبلغ من العمر 36 سنة أطلق النار من سلاح ناري على سفير المغرب بهذا القطر الإفريقي، السيد يوسف السلاوي رفقة زوجته، حوالي الساعة العاشرة من ليلة الخميس الماضي، حيث أصيب الدبلوماسي المغربي في رأسه، وهي الإصابات التي وصفت بالبليغة، والخطيرة التي أدخلته غرفة الإنعاش في حالة حرجة قبل أن تستقر حالته الصحية، في حين أصيبت زوجته بإصابات خفيفة، وتمكنت قوات الأمن في بوركينافاسو من ملاحقة المعتدي وأطلقت عليه النار وأردته قتيلا..)) حسب ما نشر في جريدة “العلم” بتاريخ 16 فبراير 2021.
لكن أكبر النقط إثارة للجدل في تغطية جريدة “العلم”، هو ربطها بين اسم العقيد المتقاعد شفيق مصباح، والجريمة المذكورة حيث قالت: ((.. في هذا السياق، تحدثت وسائل إعلام عن علاقة المدير العام للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، المسمى شفيق مصباح، بهذا الاعتداء، وهو رجل عسكري غادر المؤسسة العسكرية الجزائرية التي كان يشغل فيها رتبة عقيد، والتحق برئاسة الجمهورية لشغل هذا المنصب الذي لا يعني غير شراء أصوات بعض الدول لاستمالتها لفائدة السياسة الخارجية الجزائرية، وهو يعد من رجالات قائد المخابرات الجزائرية، وسبق له أن خضع للعديد من التداريب الاستخباراتية والعسكرية)).
نفس الجريدة المغربية، أكدت أن هذا المسؤول المخابراتي الجزائري، سبق له أن زار العديد من البلدان الإفريقية خلال الأسابيع القليلة المقبلة بصفة سرية، خصوصا الدول الإفريقية التي فتحت بعثات دبلوماسية لها في مدينتي الداخلة والعيون بالأقاليم الجنوبية المغربية، في محاولة لإقناعها أو إغرائها، للتراجع عن فتح قنصليات لها في مدن الصحراء المغربية، وهنا يطرح التساؤل المقلق حول هذا التزامن بين الرحلات المكوكية للمسؤول الاستخباراتي الجزائري في دول إفريقية بصفة سرية وحادث محاولة اغتيال السفير المغربي في بوركينا فاسو، خصوصا وأن السفير المغربي المستهدف، قام بأدوار مهمة في سبيل تطوير العلاقات المغربية البوركينابية، وهي العلاقات التي وصلت مستويات نموذجية، وأن استهداف السفير المغربي لها، يحقق لأحد الأطراف المعادية للمغرب هدف تأزيم العلاقات مع هذا القطر الشقيق، حسب جريدة “العلم”.
وفي رواية أخرى، قال موقع “هسبريس”: ((إن ما تعرض له يوسف السلاوي، سفير المملكة المغربية في بوركينافاسو، هو اعتداء إجرامي عادي ولا علاقة له بصفته الدبلوماسية، وكان السفير المغربي وزوجته قد تعرضا، ليلة الخميس المنصرم، لاعتداء من قبل مهاجم كان على متن دراجة نارية، وقالت الصحافة البوركينابية، أن السلطات الأمنية قتلت رميا بالرصاص في واغادوغو مهاجم سفير المغرب وزوجته، مشيرة إلى أن المعتدي هو محترف سرقة، وسبق له أن هاجم موظفين في منظمات دولية.
وأوضحت نفس المصادر، أن السفير المغربي وزوجته يوجدان في صحة جيدة، بعدما نقلا إلى المستشفى دون أن تشكل الإصابة خطرا على حياتهما. (عن الأسبوع الصحافي)