تواصل إيران مساعيها الحثيثة إلى التغلغل في الشمال الإفريقيـ، في إطار خطتها إلى “تطويق” المغرب وعزله عن محيطه الإقليمي والقارّي.
فبعد أن عزّزت علاقاتها مع جيران الشّرق عبر جنرالات النظام العسكري الجزائري، كانت آخر خطواتها عبر الجارة الجنوبية للممكلة، موريتانيا.
ووجّه نظام الملالي في إيران، الذي يعيش على وقع أزمة داخلية خانقة، “ميليشياته” لكي تغلغل في شمال أفريقيا.
وجاءت خطوة النظام الإيراني المفلس عبر وزير خارجيته المنطقة، الذي أطلق تصريحات مستفزة للمغرب بإعلان دعم بلاده لمرتزقة البوليساريو مباشرة بعد مغادرته المنطقة.
وتلقى الحرس الثوري الإيراني، وفق ما أكدت مصادر مطلعة، تعليمات من أجل “التغلغل” إلى مناطق جديدة في بلدان إفريقية، منها الجارة الجنوبية للمغرب.
وفي السّياق ذاته، تلقت “سرايا القدس” تعليمات بـ”توسيع أنشطتها مع الطغمة الانفصالية وتعزيز تعاونها معها، استمراراً لنهج مناوءة مصالح المغرب.
وتمتدّ علاقات النظام الإيراني و”سرايا القدس” (وحدة في الحرس الثوري أنشئت في أوائل تسعينيات القرن الماضي) إلى زمن بعيد،
لكنها شهدت طفرة قوية مؤخّرا إثر زيارة وزير خارجية نظام الملالي للمنطقة.
إيران والسنغال
في سياق متصل، أفادت تقارير استخباراتية بانتشار متزايد لعناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني في السّنغال، ما تسبّب في الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين.
وكان هذا الوجود القوي لـ”الحرس الثوري” في السّيغال قبل عقدين من الزمن،
هو تحديدا ما أدّى إلى قطع السّينغال علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. ويبدو أنه دور موريتانيا الآن.
ويتّضح أن نظام الملالي بتحالفه مع كابرانات النظام الجزائري ودعم الجماعات الإرهابية المُسلّحة في المنطقة،
يتطلع اليوم إلى زيادة وجوده بكثافة في الفضاء الجغرافي السياسي المغاربي، عبر موريتانيا،
التي وضعتها الدبلوماسية الخارجية الإيرانية على رأس رأس أولوياتها.
لكنّ الجارة الجنوبية للمغرب لا تزال ومع ذلك، وفق المصادر ذاتها، ما زالت “متمنّعة” أمام محاولات اختراقها من قبَل النظام الإيراني.
وتواصل فعاليات المجتمع المدني المورتياني معارَضة هذا الوجود بقوة، مدركةً أنّ النظام الإيراني يعمد إلى تسليح مرتزقة الانفصاليين سعياً منه إلى “توريط” موريتانيا في صراع ”
الملالي” مع المغرب.
وليست البوليساريو وحدها التي تُسلّها إيران، بتواطؤ مع نظام “الكراغلى”،
بل تحاول أيضا نشر سياستها الدّينية عبر الترويج للفكر الشّيع في المنطقة لوقت التأثير الدّيني والرّوحي المعتدل للمغرب ومحاولة “تطويقه”.