أنا الخبر – متابعة
تبحث إسبانيا جاهدة عن أسرع الحلول لإنهاء الأزمة الدبلوماسية التي أرخت بظلالها على علاقاتها مع المغرب، والتي تصاعدت حدتها بعد استقبال الجارة الشمالية لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي فوق ترابها بغرض الاستشفاء، ثم ترحيله، يعود أدراجه دون فرض عقوبات قانونية عليه مقابل التهم الثقيلة التي توبر بها، من “اغتصاب وتعذيب وإبادة جماعية”.
وذكرت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أن ” الأزمة وصلتبين إسبانيا والمغرب إلى طريق مسدود. والتزمت الحكومة المغربية الصمت منذ أن عاد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، إلى الجزائر، ولم يرد الرباط على مغادرته إسبانيا كما كان متوقعا”.
ولفتت الصحيفة الإسبانية نفسها، الانتباه إلى أن “المغرب لا يستجيب أيضا لدعوات السلطات الإسبانية لحل وضع القاصرين في سبتة أو العمال المؤقتين في هويلفا”، مؤكدة على أن “الحكومة تدرس القيام بلفتة من شأنها أن تفتح الوضع وتمنع تصعيدًا جديدًا للتوتر، يمكن أن تكون زيارة من وزير إسباني أو مكالمة من الملك الإسباني فيليب السادس”.
وأوضحت مصادر دبلوماسية، في حديثها لـ”إلباييس”، أن “الوضع الحالي خطير للغاية، لأن انعدام الثقة يسود، وأي حادثة غير ضارة أو مصادفة يمكن أن يساء تفسيرها وتؤدي إلى تفاقم الأزمة”.
وأشارت إلى أنه “رغم أن المغرب لم يتخذ خطوة جديدة في التصعيد، كطرد السفير الإسباني بالرباط أو تعليق تعاون الشرطة والمخابرات، لكنه يصم آذانه عن دعوات مدريد لمواجهة المشاكل التي لا تسمح بالتأخير: قرابة الألف القصر وحوالي 500 شخص بالغ دخلوا سبتة بشكل غير نظامي وما زالوا محجوبين هناك”.
علاوة على “12600 عامل موسمي مغربي أكملوا حصاد الفراولة ولا يمكنهم العودة إلى ديارهم”، يسترسل المصدر الدبلوماسي ” كما أنه لم يبق سوى 11 يومًا فقط من الموعد الرسمي لبدء عملية مرحبا التي يسميها الإسبان بـ”باسو ديل إستريتشو”، أكبر حركة مرور للأشخاص والمركبات في أوروبا ، ولم يوضح المغرب ما إذا كان يخطط لتنفيذها أم أنه سيعلقها كما في عام 2020″.
وأكدت “إلباييس”، على أن “أولوية الحكومة الإسبانية هي العودة إلى العلاقة الطبيعية مع المغرب في أقرب وقت ممكن، حيث تدرس القيام بإيماءة من شأنها أن تساعد السلطات المغربية على طي الصفحة”.
وأودرت الحصيفة نفسها، أن “مدريد كان لديها بالفعل بادرة أولى عندما أبلغت الرباط برحيل غالي، دون أن تكون مضطرة لذلك، إضافة إلى الاستجابة لتحذيرات المغرب، حين قالت إن المغادرة السرية لزعيم البوليساريو ستضر بالعلاقة الثنائية، فقد أقرت ضمنيًا أنه كان من الخطأ عدم إخطار البلد المجاور عندما تم إدخاله إلى المستشفى في لوغرونيو في 18 أبريل”.
مشددة على أن “هذه البادرة لن تكون كافية، بالنظر إلى البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية المغربية يوم الإثنين الماضي، وسبق للرباط أن حذرت حينها من أن مثول غالي أمام قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراز، الذي استجوبه دون فرض أي إجراءات تقييدية على حريته، سيكون شرطًا ضروريًا ولكنه غير كافٍ لإنهاء الأزمة”.
وفسر المصدر الدبلوماسي الإسباني في حديثه لـ”إلبيايس”، أن “الخطوتين التي تتوخاها الحكومة الإسبانية هي: زيارة وزير إلى الرباط لتقديم مثل هذه التفسيرات أو مكالمة هاتفية من ملك إسبانيا فيليبي السادس مع نظيره محمد السادس، ولن يكون ذلك اعتذاراً، لكن المغرب يمكن أن يأخذ الأمر على هذا النحو، وعلى أي حال، ستكون خطوة نحو المصالحة”.
وأردفت المصادر الدبلوماسية الإسبانية أن “مهاتفة فيليبي السادس لملك المغرب ميزة كانت تفكر فيها الحكومة منذ بداية الأزمة، متسائلة ما إذا كان هذا هو الوقت المناسب لاستخدامه، أم أنه من الأفضل انتظار اللحظة التي تنتهي فيها الأزمة وتعمل على الترويج لمرحلة جديدة”.
وكشفت مصادر “إلباييس”، أن “الاحتمال الآخر المطروح على الطاولة هو زيارة وزير إلى الرباط، وهو إجراء تم اللجوء إليه في الأزمات الثنائية السابقة، وينبغي أن تكون وزيرة الشؤون الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، لكن هذا قد يجد بيئة معادية في البلد المجاور، لأن الرباط جعلت غضبها شخصيًا”.
موردا أنه يمكن “استبدال وزيرة الخارجية الإسبانية وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، وتتمثل الميزة في أنه يمكن أن يعالج المشاكل الأكثر إلحاحًا الناشئة عن مراقبة الهجرة، وتجاوز الخلاف حول الصحراء الغربية، لأنه ليس من اختصاصه”؛ مؤكدة على أنه “لم يتم اتخاذ أي قرار بعد”.