أنا الخبر ـ صحف
كشفت التحقيقات التي أجريت مع أفراد خلية وجدة، التي اعتقلت أخيرا من قبل عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتنسيق مع “ديستي”، عن مخططات خطيرة، كانت تستهدف تصفية جنود بالحدود مع الجزائر، وقتل سياح فرنسيين، وتفجير البرلمان وولاية الأمن بوجدة وكنيسة، والمركز السجني لسلا ومهاجمة زبائن فنادق وعلب ليلية.
وعلمت “الصباح” أن أفراد الخلية الأربعة كشفوا لائحة طويلة ومحددة للجهات المستهدفة بالقتل، وكانت على رأسها مهاجمة الثكنات العسكرية على الحدود مع الجزائر، إذ قام أمير الخلية بالبحث في شبكة “غوغل ماب” عن مواقع نقط المراقبة للجيش المغربي على الحدود مع الجزائر، مثل نقطة المراقبة اولاد بوعرفة، بغرض الهجوم على الجنود المغاربة والاستحواذ على أسلحتهم، واستخدامها لتنفيذ هجومات مسلحة على جنود جزائريين، والتسبب في إشعال فتيل حرب بين المغرب والجزائر.
وقادت التحقيقات مع المتهمين إلى كشف العديد من العمليات الأخرى المبرمجة، من بينها مهاجمة ثكنة تابعة للقوات المساعدة بوجدة من أجل الاستيلاء على الأسلحة الموجودة بها، ومهاجمة القاعدة العسكرية الأمريكية، في حال إنشائها بالمغرب، باستعمال مواد متفجرة مرتبطة بجهاز تحكم عن بعد، رد فعل على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ومهاجمة أفراد الأمن الوطني والدرك الملكي، خلال قيامهم بدوريات ليلية، باستعمال الأسلحة البيضاء أو عربة مفخخة، من أجل تجريدهم من أسلحتهم الوظيفية.
وخطط أفراد الخلية، حسب ما جاء في اعترافاتهم، للعديد من العمليات الانتحارية، من بينها مهاجمة مسيحيين يترددون على كنيسة “سان لويس” بوجدة باستعمال عبوات ناسفة، ومهاجمة سياح فرنسيين خلال إقامتهم بالمغرب باستعمال الأسلحة البيضاء، وتفجير الزوايا والأضرحة، خاصة ضريح سيدي يحيى بوجدة.
ووضعت الخلية، ضمن مخططاتها، استهداف مقري البرلمان وولاية الأمن بوجدة بعبوات ناسفة، وتفجير المركز السجني لسلا باستعمال المتفجرات، من أجل إطلاق سراح السجناء الإسلاميين المعتقلين به، ومهاجمة زبائن الفنادق والعلب الليلية بمارينا بالسعيدية، باستعمال الأسلحة البيضاء.
وترصد أفراد الخلية مجموعة من رجال الأمن المقيمين على مقربة من مساكنهم، من بينهم موظف شرطة وعون سلطة بداعي التعاون مع مصالح الاستخبارات، كما أوصى زعيم الخلية افراد هذه الشبكة، في حال اعتقالهم، باستهداف موظفي المؤسسات السجنية على شاكلة جريمة القتل التي نفذها “الهيش مول التريبورتور” في حق موظف سجن تيفلت 2.
وتبين من التحقيقات، التي قادتها عناصر “بسيج”، أن أفراد الخلية خططوا لمجموعة من العمليات من أجل تمويل مشاريعهم الإرهابية، من بينها مهاجمة إحدى الوكالات البنكية القريبة من الطريق السيار، والسطو على سيارات نقل الأموال، ومهاجمة الحانات الموجودة بمركز وجدة، باستعمال الأسلحة البيضاء، من أجل الاستيلاء على أموالها عملا بمبدأ “الفيء”.
وخضع أفراد الخلية لتداريب بدنية وللدفاع عن النفس، خاصة بغابة “سيدي معافة”، أعلن بعدها أمير الخلية، تشكيل قاعدة خلفية بجماعة “أولاد طايرت” بمنطقة “تويست”، لمهاجمة الثكنات العسكرية على الحدود مع الجزائر، كما كلف زعيم الخلية بمحاكاة عملية صنع العبوات الناسفة، بعدما قام بالاطلاع على مجموعة من الوثائق والمعلومات الخاصة بكيفية صنع المتفجرات على الأنترنيت، خاصة وصفة “طنجرة الضغط”.
وكشف زعيم الخلية أنه تابع دروسا قرآنية ما بين 2013 و2018 في كل من الريصاني ووجدة وبوعرفة، واعتنق الفكر الداعشي من خلال متابعة الإصدارات الدعائية للتنظيم الإرهابي، وفي يونيو 2014 أفصح عن رغبته في الالتحاق بالجبهة السورية العراقية.
وتمكن أمير الخلية من استقطاب باقي أفراد الخلية في 2015، من بينهم أخته، كما أنشأ حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم وهمي لتوسيع دائرة الاستقطاب والترويج لعدد من الإصدارات الدعائية للتنظيم.
وتبين من التحقيقات أن المتهم تواصل في 2016، عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع مسؤولين بتنظيم داعش، خاصة بتركيا وسوريا، لتسهيل التحاق أفراد الخلية ببلاد الشام، كما بعث لهم حوالة مالية في 2018 مستعملا اسم والدته للتمويه.
واستمر أمير الخلية في استقطاب عناصر جديدة والدعاية “للجهاد” و”الشهادة”، إذ انضم للخلية فرد جديد نهاية 2020 معروف بسوابقه الإجرامية. وفي يوليوز 2020، اجتمع المعني بباقي أفراد الخلية بمنزله، وأعلن نفسه أميرا للخلية، كما بايعوا جميعا الملقب بـ “أبو إبراهيم القرشي” خليفة مزعوما لـ “داعش”.
ووجهت الخلية أنظارها نحو فرع “داعش” الموجود في النيجر، بعد تضييق الخناق على التنظيم “داعش” بالمنطقة السورية العراقية، وربط أميرها اتصالا مع المسؤول الاعلامي للتنظيم بهذه المنطقة، الملقب بالشنقيطي وهو موريتاني الجنسية، وأقنعه بإعلان الجهاد داخل المغرب، وهو ما استجاب له أفراد الخلية بالإجماع، وقرروا توسيع نشاطهم الدعائي عبر الانترنيت، وأنشؤوا مجموعة على تطبيق “واتساب” باسم “مجموعة التوحيد”.