بقلم: جعفر الحر
كشف برنامج Enquête exclusive الذي بثته القناة الفرنسة M6 ليلة أمس، الأحد7 مارس، كيف تحولت ألمانيا إلى ملاذ آمن للمتطرفين الذين انتقلوا إليها من مختلف بقاع العالم، خاصة مناطق الصراع التي حاربوا فيها وارتكبوا جرائم بشعة، سواء المنتمين لتنظيم داعش أو القاعدة أو باقي التنظيمات الجهادية، فمنهم من يعيش مختبئا بعد أن زور هويته، ومنهم من يعيش التقية بعد أن ادعى تنصله من أفكاره المتطرفة السابقة وتبرأه من الجماعات الارهابية، ومن بين هؤلاء نجد الارهابي المغربي محمد حاجب الذي يعيش حاليا هناك.
محمد حاجب المعتقل السابق في السجون المغربية على خلفية قضايا الإرهاب والذي كان يجهر ببيعته لتنظيم القاعدة وتبنيه مبادئها، وينادي بالجهاد ضد “الكفار وأعداء الإسلام وحاول الالتحاق بمراكز التدريب التابعة لتنظيم القاعدة بدولة باكستان ليتمرس على الجهاد والقتل والإرهاب على أصوله، لكن السلطات الباكستانية كانت له بالمرصاد واعتقلته قبل أن ينفذ مخططه ارهابي.
العيش في ألمانيا مختبئا أو تقية أو بعد إعلان التوبة والتبرأ من أفكار التنظيمات الجهادية لا يعني أن هؤلاء المتطرفين قد نسوا بدرة الجهاد والإرهاب التي زرعت في نفوسهم، فهؤلاء يشكلون على الدوام خلايا نائمة يمكن أن تستيقظ في أي لحظة وترتكب مجزرة في حق الأبرياء، ومثلهم لا يمكن الأمان من شرهم ولا تركهم طلقاء بين الناس.
ينطبق الأمر على المتطرف محمد حاجب، فرغم تبرأه المزعوم من التنظيمات الارهابية وتنكره لأفكاره الجهادية السابقة، نجده يفضح نفسه بنفسه في خطاباته التي يصدح بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهو يحرض على الجهاد والقتل والفوضى والدعوة للعصيان وإقامة الحد والخروج عن الحاكم، وكلها مفاهيم نظَّر لها زعماء التنظيمات الجهادية، ولم يستطع التخلص منها لأنها تجري مجرى الدم في عروقه.
مهما طال الزمان بهؤلاء متدارين عن الأنظار أو ظاهرين للعيان بلباس الآسف عن أفكاره الدموية السابقة، فلا بد أن ينكشف سترهم، لكن الخوف الأكبر أن يتم ذلك بعد فوات الأوان وارتكابهم لجريمة ما، وبما أنهم لا يستطيعون التنقل بحرية خارج ألمانيا فإن ضربتهم الأولى ستكون في حق الشعب الألماني، لذلك نقول، أيها الشعب الألماني.. إحذر المتطرف محمد حاجب.