أنا الخبر ـ متابعة
تتناسل الفضائح الدبلوماسية تباعا حول تورط الجارة الشرقية الجزائر في ملف تهريب زعيم جبهة البوليساريو لإدخاله إلى إسبانيا في المرة الأولى، ومحاولتها اليوم تهريبه عبر طائرة خاصة بالرحلات الحكومية والرئاسية الجزائرية التي تكون دوما مجهولة الاتجاه.
وكشفت صحيفة “okdiario”، عن “محاولة طائرة حكومية جزائرية نقل زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي وتهريبه خارج إسبانيا، لكن الأخيرة رفضت السماح لها بالهبوط فوق ترابها”، مشيرة إلى أنها “نفس الطائرة التي جلبت غالي إلى إسبانيا في أبريل المنصرم” ما تسبب في اندلاع أزمة إسبانية مغربية.
تفاصيل محاولة تهريب غالي
وقالت الصحيفة الإسبانية، في مقالها اليوم فاتح يونيو الجاري، إنه “تم رصد طائرة صغيرة، من طراز gulfstream 4sp مسجلة 7t-vpm ومعالجتها الطبية، تقوم بشق طريقها، صباح اليوم بين الجزائر وسرقسطة، ولكن عندما وصلت إلى ذروة إيبيزا، استدارت الرحلة وعادت إلى الجزائر”.
وأوضحت الصحيفة ذاتها، أن “الرحلة كانت قادمة بشكل متوقع لنقل إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الذي استمع له القضاء الإسباني، اليوم الثلاثاء فات الساعة 10 صباحًا، من غرفته في مستشفى لوغرونيو، حيث تم إدخاله لمدة شهر تقريبًا”.
مشيرة إلى أن “القاضي سانتياغو بيدراز، من المحكمة الوطنية الإسبانية، لم يتخذ أي إجراءات بحق غالي، رغم أن النيابة الخاصة طلبت بعد مثوله، باعتقال غالي في السجن وسحب جواز سفره، فيما طلب مكتب المدعي العام، من زعيم البوليساريو تقديم، فقط، عنوانا يمكن العثور عليه فيه ورقم هاتف، وهو ما وافق عليه القاضي”.
موردة أن الطائرة الجزائرية “عرضت إمكانية الهبوط في سرقسطة بسبب رفض الحكومة السماح للطائرة بالاستمرار في طريقها إلى agoncillo، وهي قاعدة عسكرية تستخدم لطائرات الهليكوبتر للرحلات التجارية، ولكن يمكنها أيضًا استقبال طائرات صغيرة”.
واسترسلت “okdiario” أنه “عند وصول الطائرة الجزائرية، إلى إيبيزا، اضطرت الرحلة إلى الالتفاف والعودة إلى الجزائر، لتدخل الساحل الجزائري عبر بوفاريك”، لافتة الانتباه إلى أن “هذه الرحلة غادرت بعد الساعة الثامنة صباح اليوم الثلاثاء، ببضع دقائق من مطار الجزائر الدولي، لم تحصل على تصريح بدخول المجال الجوي الإسباني أو الهبوط في أراضيها، لذلك لم يكن أمامها خيار سوى الالتفاف”.
نفس الطائرة أقلت بوتفليقة ووفود حكومية جزائرية
وأشارت الصحيفة الإسبانية نفسها إلى أن هذه الطائرة “هي نفسها التي استخدمها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في السفر إلى سويسرا حيث تلقى العلاج، وبحسب السجلات، فقد غادرت هذه الطائرة الجزائر الساعة 4.17 مساءً من مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر، إلى وجهة غير معروفة وعادت في الساعة 6.54 مساءً من نفس اليوم إلى الجزائر من مصدر “غير معروف””.
وأضاف المصدر نفسه، أن هذه الطائرة التي كانت تحاول تهريب غالي “قامت برحلات للحكومة الجزائرية، في الأسابيع الأخيرة، حيث على سبيل المثال كانت في الولايات المتحدة وأليكانتي والعديد من المدن الأوروبية، رغم أن وجهتها في معظم الحالات تبدو في مناسبات عديدة على أنها “غير معروفة”.
وأردف مصدرنا، أنه “أثناء عبور الرحلة البحر الأبيض المتوسط، أصدر القاضي سانتياغو بيدراز رفضه طلبات سحب جواز السفر من زعيم جبهة البوليساريو وفرض الإقامة الجبرية عليه لمنعه من مغادرة التراب الإسباني”.
صورة للطائرة الجزائرية التي حاولت تهريب غالي:
الحكومة الإسبانية “ليست على علم”
في المقابل، أكدت حكومة إسبانيا، على لسان المتحدثة باسم السلطة التنفيذية ماريا خيسوس مونتيرو، على أنه “ليس لديها أي دليل على أن طائرة حكومية جزائرية رسمية أقلعت من ذلك البلد لاصطحاب زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من إسبانيا واستدارت عندما كانت تحلق فوق إيبيزا”. وذلك خلال جوابها، اليوم الثلاثاء، على سؤال وجه لها في مؤتمر صحفي بعد مجلس الوزراء.
مثول غالي أمام القضاء
جدي بالذكر أن زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، مثل اليوم الثلاثاء فاتح يونيو 2021، أمام القضاء الإسباني كما كان متوقعا، حيث دامت جلسة الاستماع إليه لمدة ساعتين متواصلتين.
وأكدت صحيفة ” rtve“، على أن “قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، سانتياغو بيدراز، استجوب زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، لمدة ساعتين تقريبًا، بشأن شكايتين اتهم فيهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وتعذيب، من بين أمور أخرى”.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن “غالي، البالغ من العمر 71 عاما، نفى الوقائع وأكد أن للشكاوى أهداف سياسية”، حسب تعبيره، في حين طالب المشتكون ضده “بإجراءات احترازية، حجز وقائي وسحب جواز السفر، حتى لا يتمكن من مغادرة إسبانيا”، وهي المطالب التي رفضها قاضي التحقيق واكتفى بمطالبته بتحديد مكان إقامته ورقم هاتفه.
جدير بالذكر أن استقبال إسبانيا لغالي، تسبب في أزمة دبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، ما عجل برفع شكاوى قضائية ضد غالي من قبل مواطنين إسبان يتهمونه فيها “بالتعذيب والاغتصاب وجرائم الإبادة الجماعية”. (المصدر: آشكاين)