المصدر: الأيام 24
مر على تولي الملك محمد السادس الحكم أزيد من 21 سنة بقليل، وطيلة هذه الفترة لم يدخل المغرب في أي حرب عسكرية ضد أي دولة كانت، باستثناء مشاركته الرمزية قبل أربع سنوات بـ 5 طائرات عسكرية في الحرب التي قادتها المملكة العربية السعودية والإمارات في اليمن ضد الحوثيين، والتي انسحب منها بعد أشهر قليلة بقرار سيادي. ومشاركات الجيش المغربي الرمزية في بعض بعثات حفظ السلام في مجموعة من الدول الإفريقية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وطيلة العقدين الماضيين لم يعرف عن الملك محمد السادس سعيه للدخول في الحروب، وهو نفسه الذي حاول في بداية عهده أن يتجنب الحرب مع إسبانيا حول جزيرة ليلى في عرض البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي كان الوزير الأول الإسباني خوصي ماريا أثنار قد تصرف باستعلاء خبيث وربما تمنى أن تحصل الحرب بين المغرب وإسبانيا، لينتهي هذا الخلاف بين الجارين المتوسطيين بطي الملف بعد وساطة من الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، الذي تدخل بشكل صارم مدافعا عن المغرب ومعاتبا ماريا أثنار، بحسب ما كتب هو نفسه في مذكراته «الزمن الرئاسي».
أما في ملف الصحراء فعرف عن الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية التزامه الدائم باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه المغرب مع الأمم المتحدة وجبهة «البوليساريو» في العام 1991، حيث لم يدخل الجيش المغربي قط في أي احتكاكات مع مقاتلي الرابوني أو مع الجيش الجزائري على الحدود.
وهكذا قد تكون هذه أول مرة تجد فيها المملكة نفسها في غمار حرب معلنة من طرف جبهة البوليساريو الانفصالية على عهد محمد السادس. وقد أعلنت القوات المسلحة الملكية عزمها التصدي الدفاعي الصارم لكل الاعتداءات في المناطق الجنوبية.