استدعى البرلمان المغربي خبيرَ الأمن المعلومياتي والمدون المغربي أمين رغيب،
لحضور أطوار الندوة التي عقدها مجلس النواب، أول أمس الخميس.
وناقش المجلس في هذه الندوة اتهامات البرلمان الأوروبي للمغرب،
بشأن استخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسّس على المسؤولين من خلال اختراق هواتفهم.
وقد خلّف حضور أمين رغيب لهذه الجلسة جدلا واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد انقسم هؤلاء بين منتقد ومدافع عن الخبير المعلوماتيّ الشابّ.
في غضون ذلك، قال أمين رغيب، في تصريحات صحافية، إن من انتقدوه لم ينتقدوا محتوى مداخلته في البرلمان، بل انتقدوا “الشكل”.
ووضّح رغيب أنه لم يكن هناك انتقاد واحد في خضمّ مداخلته في البرلمان ولم يناقشه أيّ شخص في محتوى مداخلته.
ويمكن إعطاء تفسيرين لهذا الأمر بحسب المعنيّ بالأمر: أولهما عدم حضور المنتقدين وعدم مشاهدتهم لمداخلته،
ضاربا المثل على ذلك بالأستاذ الجامعي الذي انتقده في منشور على حسابه في وسائط التواصل الاجتماعي.
وقد استفسر هذا الأستاذَ أحدُ أصدقائه ما إذا كان قد سمع ما جاء في مداخلة رغيب،
ليُجيب بالنفي وبأنه سمع عنها فقط، ما جعله يسحب كلامه لاحقاً ويحذف منشوره..
أما السّبب الثاني لهذه الانتقادات فهو، بحسب رغيب، “حقد” بعض من باتوا صاروا يرون أنّ صفة “يوتوبر” هي “عيب” أو “شتيمة”.
وعاتب رغيب في هذا الإطار أستاذا جامعيا كان قد استضافه في عدة محاضرات وكان أيضا يستضيفه لإلقاء دروس أمام طلبته في الأمن الملعومّاتي،
قبل أن يعمد هذا الأستاذ إلى انتقاده بوصفه أنه “يوتوبر” وأنه ليس من حقه ولوج البرلمان ومناقشة موضوع مثل هذا.
رغيب أمين يرد
من جهة أخرى، ألقى رغيب اللوم على أساتذة جامعيين عمدوا إلى مناقشة موضوع “من الأجدر بالجلوس بالكرسي الذي جلس فيه أمين رغيب” ومناقشة صفته عوض مناقشة صلب الموضوع.
وكان على هؤلاء، وفق المتحدّث ذاته، أن يفتخروا بكونه خرّيج الجامعات المغربية وبكونه كفاءة وطنية،
وأن يناقشوا الموضوع الأساسي، ولمَ لا الرد بدورهم على الاتهامات والمزاعم الأوروبية من خلال مقالات تحليلية، وليس انتقاد “الشّكليات”.
وأضاف الخبير المعلوماتيّ الشاب: “لقد تجاوزنا العناوين أو الألقاب وأصبحنا نتكلم عن الكفاءة”، وكشف أنه كان قد تلقى، قبل سنتين تم توجيه، دعوة خاصة عبر بريده الإلكتروني لـ”تدريسط الجيش الأمريكي..
وقال إن الأمن المغربي على علم بهذا الموضوع، وأنه لولا موافقتهم المُتأخّرة والتزام الأمريكيين بموعد مُحدّد للاستجابة لطلبهم لكان لبّى هذه الدعوة، متسائلا “علاش ما يقولوشّ يوتوبر”؟..
وأضاف “ملي كنمشي للخارج، علاش ما كيقولوش يوتوبر؟.. عندما أحلل في قنوات عالمية وتتمّ استضافتي لإجراء حوارات، علاش ما كيقولوش يوتوبر؟..
عندما استدعاني الدكتور كاسبيرسكي براسو ومشيت عْندو لروسيا، علاش ما قالوش عليّ يوتبور؟”..
وقال رغيب في هذا الصّدد إن “عندنا أزمة حقيقية.. ما كنكبّروش ببعضياتنا وما كنفتاخروش ببعضياتنا..
مخلفات المستعمر الفرنسي تظهر جلياً على عقليات بعض المغاربة”.
وفي ما يتعلق أعداء الوطن الذين “جرّبوا الرّكوب على الموجة” وحاولوا أن يوجّهوا له انتقادات ويهاجموه فقد امتع رغيب عن الردّ عليهم ، قائلا: “هادوك أنا گاع ما مْسوّق ليهم”.
ورحّب الخبير المعلوماتي الشّاب، في نهاية تصريحه بمن سيناقشونه في محتوى الموضوع وليس في “الشكليات”.
في المقابل، قابل فئة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي،
إضافة إلى بعض “المشاهير” مداخلة رغيب في البرلمان بترحاب وإشادة كبيرَين.
وأطلق هؤلاء حملة دعم وتضامن واسعة لإنصافه، مُقرّين بأنّ أمين رغيب،
يمثل نموذجا للشاب المغربي العصامي الناجح الذي يجب تشجيعه والافتخار به وبكفاءته، وليس العكس.