أنا الخبر ـ متابعة
تواصل إسبانيا تبديد مخاوفها من التقارب الدبلوماسي المغربي الأمريكي من خلال ما ينشره إعلامها الذي يرصد كل التحركات المغربية وما يربطه من علاقات مع شركائه، كان آخرها المناورات التي أنجزتها البحرية الأمريكية مع نظيرتها المغربية في مضيق جبل طارق.
واعتبرت صحيفة ” vozpopuli” الإسبانية، أن اختيار البحرية الأمريكية للمغرب كمرافق له في مضيق جبل طارق هو بمثابة “تهميش” لإسبانيا، في إشارة إلى العبور الأخير لمجموعة القتال البحرية الأمريكية هاري س. ترومان المضيق برفقة فرقاطة من البحرية الملكية علال بن عبد الله f615.
موردة أن هذه “إشارة جديدة من الولايات المتحدة لصالح المغرب، حيث أن عملية العبور تمت في غياب أي سفينة تابعة للبحرية الإسبانية”، معتبرة أن “هذا جعل السلطات الأمريكية تسلط الضوء من جديد على التعاون الوثيق مع الشريك المغربي، وسلطت الضوء أيضا على الهدف المشترك المتمثل في تعزيز الأوضاع الأمنية في المنطقة”.
وأوضحت الصحيفة نفسها وفق “آشكاين”، أن “المجموعة القتالية البحرية الأمريكية تتكون من حاملة الطائرات “uss harry s”، قد غادرت السفن نورفولك وفيرجينيا ومايبورت في الأول من دجنبر ووجدت نفسها في مياه المحيط الأطلسي، بعد عبور المحيط ، وصلوا إلى مضيق جبل طارق يوم الثلاثاء 14 دجنبر الجاري، لدخول البحر الأبيض المتوسط امتثالًا لمهامهم الأمنية والتواجد، معتبرين المنطقة منطقة ذات أولوية لمصالحهم ومصالح حلفائهم”؛ بحسب تعبير الصحفية ذاتها.
وأضافت ” vozpopuli”، أن “عبور المضيق هو عملية ذات أهمية عسكرية، مع الأخذ بعين الاعتبار حجم المجموعة الأمريكية العسكرية والحركة البحرية الكثيفة المسجلة في الممرـ لكنها لا تزال تحمل رمزية أكبر لأنها تمثل نقطة الوصول الطبيعية إلى البحر الأبيض المتوسط المضطرب، الذي يتميز بالتوترات الأخيرة بين المغرب والجزائر والمغرب وإسبانيا، أو عدم الاستقرار الذي تعاني منه ليبيا”.
وتابعت أن “وجود المجموعة الأمريكية هو جزء مما يسمى بـ “الدبلوماسية العسكرية”، والتي تعمل بمثابة تقريب فيما يتعلق بالدول الحليفة الأخرى وكرادع تجاه الأعداء المحتملين، حيث كانت أولى بادرة التقارب تجاه المغرب، من خلال اختيار الفرقاطة علال بن عبد الله (f615) لمرافقة سفن أمريكا الشمالية في عبورها عبر المضيق”.
ولفت المصدر نفسه الانتباه، إلى أن “الولايات المتحدة اختارت المغرب لإكمال دخول مجموعتها القتالية البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وأن هذا هو تعاون بين دولتين عززتا في السنوات الأخيرة علاقاتهما في الشؤون الدبلوماسية والعسكرية”.
مشيرة إلى أن “اعتراف واشنطن بسيادة الرباط على الصحراء فتح الأبواب لسيناريو جديد من التعاون بين الطرفين، حيث يرى البنتاغون أن المملكة المغربية هي شريكها الطبيعي في مكافحة عدم الاستقرار الموجود في منطقة الساحل، وخاصة الإرهاب الجهادي، وتدفقات الهجرة غير المنضبطة أو الأنشطة الإجرامية”.
يأتي هذا في ظل تزامنا مع حالة التأرجح التي تعيشها العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية منذ استقبال الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، فوق ترابها بشكل متستر، ما أشعل فتيل الأزمة التي مازالت نيرانها لم تنطفئ بشكل كامل إلى حدود اليوم.