أعربت العديد من بلدان أمريكا الجنوبية عن قلقها إزاء التطور السريع عبر العالم لجدري القردة، والذي بدأت بعض حالات الإصابة به تظهر في المنطقة، التي أعلنت إثر ذلك عن إجراءات صحية لمنع تفشي المرض.
وكانت الشيلي سباقة إلى إعلان حالة “الطوارئ الصحية الوقائية”، اليوم الأربعاء، ضد هذا الفيروس الذي أقرت منظمة الصحة العالمية بسببه حالة طوارئ صحية عامة على المستوى الدولي.
وعلى الرغم من أن بؤرة الوباء تبعد آلاف الكيلومترات عن المنطقة (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، إلا أن وزيرة الصحة الشيلية خيمينا أغيليرا، أكدت أن بلادها “أقرت حالة التأهب الصحي (…) وتعتزم تفعيل كافة التدابير والإمكانات الإدارية المتاحة في حال اكتشاف حالات إصابة بالمرض.
وفي الأرجنتين، فرضت الحكومة حجرا صحيا على سفينة ترفع علم ليبيريا ظهرت أعراض الإصابة بمرض جدري القردة على أحد أفراد طاقمها.
وتم إيقاف ناقلة البضائع على بعد 200 كلم شمال بوينس آيرس، أثناء إبحارها عبر نهر بارانا قادمة من البرازيل.
وأوضح بلاغ لوزارة الصحة أن أحد أفراد الطاقم المصاب هو مواطن هندي، تلقى العلاج على يد فريق طبي متواجد على متن السفينة، مشيرا إلى أنه تم منع أفراد الطاقم من مغادرة السفينة.
ولم يتم اكتشاف أي حالة إصابة بجدري القردة في الأرجنتين، إلا أن السلطات الصحية آثرت “المراقبة الوبائية” لتفادي أي عدوى محتملة.
أما في كولومبيا، فقد أكد وزير الصحة، غييرمو ألفونسو خاراميلو، أنه على الرغم من اكتشاف حالات في البلاد منذ سنة 2022، إلا أنه لم يتم تأكيد سوى تسع حالات فقط هذه السنة، ولم تكن أي منها من السلالة الجديدة التي تم تشخيصها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتظهر أرقام منظمة الصحة العالمية أن هذا البلد يحتل الرتبة الخامسة عالميا بأكبر عدد من حالات الإصابة بالجدري في العالم.
ومع ذلك، تظل البرازيل البلد الأكثر تضررا في أمريكا الجنوبية بأزيد من 11 ألف حالة إصابة منذ سنة 2022 و16 حالة وفاة بسبب الفيروس.
ووفقا للبيانات المحينة لوزارة الصحة البرازيلية، فقد سجلت البلاد 709 حالات إصابة بالمرض هذه السنة، ولم تكن أي منها ناجمة عن المتغير الجديد.
وفي البيرو، أعلنت وزارة الصحة “إنذارا وبائيا وطنيا” بسبب خطر وصول الفيروس إلى البلاد، موصية بـ”تكثيف الكشف والإشعار والتحقق” من الحالات في المؤسسات العمومية والخاصة.
وتم تأكيد أول حالة لمرض جدري القردة في البيرو في 26 يونيو 2022، وبحلول نهاية تلك السنة تم إخطار منظمة الصحة العالمية بما يقرب من 3700 حالة مؤكدة.
يشار إلى أن جدري القردة هو مرض معد ناجم عن فيروس من نوع أرثوبوكس، يسبب أعراضا من قبيل الطفح الجلدي المؤلم وتضخم الغدد اللمفاوية والحمى.