سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الاثنين، مقتربة من أعلى مستوياتها خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك في ظل توترات جيوسياسية متزايدة بين الدول الغربية وكلٍّ من روسيا وإيران، المنتجين الرئيسيين للنفط. هذه التوترات أثارت مخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية، وهو ما عوّض تأثير ضعف الطلب العالمي على النفط.
بحلول الساعة 01:15 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 13 سنتًا، أي بنسبة 0.2%، لتصل إلى 75.30 دولارًا للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بواقع 14 سنتًا، أو 0.2%، لتصل إلى 71.38 دولارًا للبرميل. هذه المكاسب تأتي عقب ارتفاع أسبوعي بنسبة 6%، هو الأكبر منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مسجلة أعلى مستوى إغلاق منذ السابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
أسعار النفط.. أسباب الارتفاع
التوترات الجيوسياسية لعبت دورًا أساسيًا في هذا الارتفاع، خاصة بعد أن أطلقت روسيا صاروخًا فرط صوتي على أوكرانيا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحذير للولايات المتحدة وبريطانيا، عقب ضربة شنتها كييف باستخدام أسلحة غربية الصنع. في الوقت ذاته، صعّدت إيران من خطواتها النووية، حيث أمرت بتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم، ردًا على قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها ستعقد محادثات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا) بشأن برنامجها النووي في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد السياسي العالمي.
هذه التطورات المتلاحقة تعيد تسليط الضوء على مدى تأثير الجغرافيا السياسية على أسواق الطاقة العالمية، وسط مخاوف من تداعيات أوسع على الإمدادات في ظل صراعات دولية متصاعدة.