يواصل مدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي، جولته الحالية بين البلدان العربية والأوروبية، في إطار جهوده لتعزيز صفوف “أسود الأطلس” استعدادًا للتجمع المقبل في مارس/آذار 2025. الجولة تهدف إلى لقاء لاعبين دوليين من أصول مغربية وأسماء جديدة لمعرفة مدى استعدادهم للانضمام إلى المشروع الرياضي الذي يقوده الاتحاد المغربي لكرة القدم.
مشروع استقطاب المواهب: نجاحات وسعي جديد
تأتي هذه الجولات في سياق استراتيجية مستمرة لوليد الركراكي لضم لاعبين مميزين من أصول مغربية يحملون جنسيات أخرى، حيث عرض مشروع المنتخب على نجوم مثل إبراهيم دياز، لاعب ريال مدريد الإسباني، ونجح في استقطابه سابقًا.
وفي الوقت الحالي، يركز الركراكي على أيوب بوعدي، الموهبة الصاعدة لنادي ليل الفرنسي ومنتخب فرنسا تحت 20 عامًا، البالغ من العمر 17 عامًا فقط. بوعدي جذب الأنظار بأدائه اللافت في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا، ما يجعله أولوية لمدرب “أسود الأطلس”.
التحدي المزدوج: وفرة اللاعبين وضغط الجماهير
ورغم نجاحاته في استقطاب مواهب جديدة، يواجه وليد الركراكي انتقادات متزايدة من الجمهور المغربي بسبب اختياراته الفنية، خاصة مع وفرة اللاعبين المغاربة المحترفين في الدوريات الكبرى. يجد الركراكي نفسه أمام معضلة اختيار تشكيلة مثالية من بين عشرات اللاعبين الذين يثبتون أنفسهم بأدائهم، ما يضعه في مواجهة مباشرة مع الجماهير والإعلام خلال المؤتمرات الصحفية.
في حين تعاني منتخبات أخرى من نقص في المواهب، يجد وليد الركراكي نفسه في موقف معاكس، حيث تضطره وفرة الخيارات إلى استبعاد أسماء بارزة. هذا الوضع دفع بعض اللاعبين مثل صهيب الدريوش، الذي استدعاه المنتخب الهولندي الأولمبي، وزكرياء الواحدي، الذي ترك الباب مفتوحًا أمام منتخب بلجيكا، للتفكير في خيارات دولية أخرى، خوفًا من الانتظار الطويل مع المنتخب المغربي.
ضغط الإنجازات المنتظرة
تتضاعف الضغوط على الركراكي بسبب التطلعات الكبيرة للمنتخب المغربي، الذي يسعى للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستقام على أرضه. إضافة إلى ذلك، تتطلب مهمته ضمان التأهل إلى كأس العالم 2026، ما يجعل هامش الخطأ شبه معدوم بالنسبة للمدرب الوطني.
ورغم كل التحديات، يبقى الركراكي متمسكًا بمشروعه لتطوير المنتخب المغربي، معتمداً على مزيج من المواهب الصاعدة والخبرة، بهدف الحفاظ على مكانة “أسود الأطلس” بين نخبة المنتخبات العالمية.