كشفت وسائل إعلامية، دولية قبل أيام عن تقديم شركة الطيران العالمية، “رايان إير” طلب رسمي لها لدى الحكومة

المغربية، بهدف السماح لها بإطلاق رحلات داخلية لأول مرة داخل البلاد، بداية العام المقبل،

بعدما كان ينحصر مجال نشاطها بالخارج.

وحسب مصدر مسؤول عن شركة الطيران الايرلندية، المعروفة بتكلفتها المنخفضة، يتوقع أن تنطلق أولى رحلاتها الداخلية

شهر مارس المقبل، ما يضمن ربط عدد من المدن المغربية.

طلب الشركة تمت إحالته على مديرية الطيران المدني، التابع لوزارة النقل واللوجستيك، من أجل الحسم فيه، وحسب خبراء

في القطاع السياحي، فمن شأن الموافقة عليه أن يحدث تغييرا كبير في سوق النقل الجوي الداخلي.

الزوبير بوحوت، خبير في القطاع السياحي:

أكد خبير القطاع السياحي، الزوبير بوحوت، أن دخول شركة “Ryanair” السوق المغربية للطيران الداخلي، يعد فرصة كبيرة

لتعزيز السياحة الداخلية ومواجهة ارتفاع تكاليف الإقامات.

وأوضح بوحوت في تصريح لـ “العمق” أن هذه الخطوة ستلعب دورا هاما في جعل الشركات الوطنية تقدم خدمات ذات جودة

أكبر بتكلفة أقل، مع السماح للسياح بالسفر لوجهات داخلية ذات مؤهلات كبيرة، يصعب التوجه إليها بسبب صعوبة النقل

الجوي وغلاء التذاكر.

وشدد بوحوت على أن توزيع الرحلات الجديدة لهذه الشركة بشكل أفضل سيضمن عدالة مجالية في توزيع النشاط السياحي

لمجموعة من المناطق وعدم جعلها محصورة في مناطق بعينها.

وأشار المتحدث إلى أن السياحة الدولية ستستفيد بدورها من تنوع شركات النقل الجوي داخل المغرب. السفر السلس داخل

مختلف المناطق المغربية، سيمكن الأجانب بدورهم من زيارة مجموعة من المناطق في إطار الخطوط الداخلية ذات التكلفة

المنخفضة، ما يشجع السياحة الخارجية أيضا.

ياسين اعليا، أستاذ الاقتصاد وباحث في السياسات العمومية:

من جانبه، أكد أستاذ الاقتصاد وباحث في السياسات العمومية، ياسين اعليا، أن دخول شركة “Ryanair” السوق المغربية

للطيران الداخلي، سيساعد كثيرا على توسيع السوق المحلية، مشددا على أن الإشكال يرتبط بتكلفة المبيت التي تظل

مرتفعة مقارنة بباقي الدول، وخاصة الجارة الشمالية الإسبانية.

وتابع اعليا: “الرقي بالسياحة الداخلية غير مرتبط بالزيادة في عدد الرحلات الداخلية التي ستساهم في تحسين مردودية

السياحة، لكن الأمر يتعلق ببنية الاستقبال ذات الكلفة المرتفعة خاصة بالنسبة للطبقة المتوسطة”.

واعتبر المتكلم أن خارطة الطريق المعتمدة ما بين 2023 و2026 والمتوجهة إلى الأسواق الدولية تحاول الانفتاح على السوق

الداخلية،التي تتكون من طبقة متوسطة تعاني من تحولات اقتصادية، ساهمت في ارتفاع معدل التضخم، ما أدى إلى ارتفاع

الأسعار، الأمر الذي سيخفض المخصصات الموجهة نحو قطاع السياحة.

وفي معرض تصريحه أوضح المحلل الاقتصادي، أن السياحة الداخلية، لا ترتبط بشكل كبير بالمؤسسات الفندقية المصنفة أو

الإقامات، بقدر ما هي مرتبطة بقطاع غير المهيكل، يلجأ إليه أغلب المواطنين من ذوي الدخل المحدود، مثل كراء الشقق

بشكل غير معلن بهدف خفض التكلفة.

في ختام حديثه شدد، الباحث في السياسات العمومية، ياسين اعليا، على أن أهم المعوقات التي تواجه السياحة الداخلية

تظل مرتبطة، بارتفاع كلفة الإقامات السياحية ما يشكل عائقا أمام انتعاش السوق المحلي.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع