حلم ربط أكادير بالقطار فائق السرعة يتحول إلى واقع بعد سنوات من الجدل وفي التفاصيل،

بعد سنوات من النقاشات الحادة والجدل حول تمديد خط القطار فائق السرعة “تيجيفي” إلى مدينة أكادير، أعلنت السلطات المغربية عن إطلاق مشروع الربط السككي بين مدينتي مراكش وأكادير، مؤكدين أن هذا المشروع الضخم لا يزال قيد التنفيذ، وذلك وفق ما ورد في تقرير المالية لعام 2025.

ويأتي هذا الإعلان في وقت كان الحديث يدور فيه عن احتمال إلغاء المشروع، مما أثار موجة من الاستياء والاعتراضات البرلمانية والشعبية، خاصة في مناطق سوس ماسة.

وأفادت صحيفة “الأحداث المغربية” في عددها الصادر يوم الجمعة 1 نوفمبر 2024، أن الدولة أبرمت اتفاقية تعاقدية مع المكتب الوطني للسكك الحديدية لتمويل مشاريع استثمارية ضخمة، من بينها مشروع الربط بين مراكش وأكادير، بجانب خط آخر يربط ميناء الناظور غرب المتوسط.

ورغم هذا التأكيد، فإن المخاوف من إلغاء المشروع تزايدت بعد تصريحات ومواقف متباينة من المسؤولين.

فقد أثار مستشار بلدي في أكادير تساؤلاً حول استبعاد المدينة من المشروع خلال جلسة بلدية، دون تلقي رد واضح من رئيس الجماعة عزيز أخنوش، ما فسره البعض كمؤشر على تخلي الحكومة عن المشروع.

غير أن النائب الأول لرئيس جماعة أكادير، مصطفى بودرقة، أكد لاحقاً على جدية المشروع كاشفاً تفاصيل حول مسار الخط وتقديرات طوله، الذي يفوق 240 كيلومترًا، منها 50 كيلومترًا تمر عبر أنفاق تحت مدينة أكادير، مشيرًا إلى أن الدراسات تتولاها شركة “China Railway”.

وتعززت أهمية المشروع في أعين الحكومة بعد فوز المغرب بحق استضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، إذ يمثل هذا المشروع تحدياً لتطوير البنية التحتية بما يخدم تلك البطولة ويسهم في تطوير شبكة النقل بين شمال ووسط وجنوب المغرب. وأكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، أن المشروع يمثل امتدادًا ناجحًا لتجربة خط “البراق” فائق السرعة الذي يربط طنجة بالدار البيضاء، مشيرًا إلى أن المشروع يحظى بأولوية قصوى بالنظر إلى مكانة أكادير السياحية والتجارية.

وفي السياق ذاته، استفسر الفريق التجمعي بمجلس النواب وزارة النقل واللوجستيك عن رؤية الحكومة لدعم المشروع، حيث وصفه البرلماني إسماعيل الزيتوني بالمشروع الاستراتيجي الذي يسهم في دعم التبادل التجاري والسياحي وتحسين حركة النقل بين جهات المغرب المختلفة.

ويترقب الرأي العام المحلي، خاصة في منطقة سوس ماسة، التطورات المقبلة بشأن هذا المشروع، الذي طال انتظاره لسنوات ويعتبر خطوة مهمة نحو ربط جنوب المغرب بباقي أقاليم المملكة عبر خط سككي فائق السرعة.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع