عاد عالم الزلازل الهولندي فرانك هوجريتس لإثارة الجدل من جديد من خلال تنبؤه بوقوع زلزال في عمق البحر يؤدي إلى تسونامي يضرب دول البحر الأبيض المتوسط بما فيها المغرب.
هذه التحذيرات من العالم الهولندي المثير للجدل أثارت قلقا كبيرا بين متابعيه، ما يجعلنا نتساءل عن مدى واقعية هذه التحذيرات في ظل المتغيرات المناخية الراهنة والمؤشرات العلمية المتوافرة.
وفي هذا السياق، يرى الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الأيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، مصطفى بنرامل، أن تحذيرات العالم الهولندي بخصوص “تسونامي” لا تميل إلى الصواب بأي صلة، حيث أنه اعتمد في تخميناته على ثلاثة أمور، أولها وجود فالق بين القارة الأوروبية والإفريقية، حيث يوجد انغراس بين القارتين وهو ما يحدث موجات زلزالية، وبين الفينة والأخرى تضرب في مدن الحسيمة والناظور والجزائر وحتى تونس. وتلك الموجات الزلزالية التي تكون في أعماق البحر هي التي يمكن أن تشكل موجات تسونامي وتكن أن تتحدى الشواطئ المغربية والأوروبية، حسب تخميناته والرؤية الواقية التي قد تكون نتيجة توقعاته.
وأوضح بنرامل في تصريحه لموقع “آشكاين” أن المحيط الأطلسي حسب الدراسات العلمية يضم فالقا كبيرا في جزيرة تينيريفي، ويمكن أن يشكل تحركا لكتلة قارية لجزيرة تينيريفي بشكل كبير في الاتجاه المعاكس للمغرب، أي في اتجاه القارة الأمريكية.
وأضاف أن السيناريوهات الجيولوجية التي صدرت بين 2008 و2009 تفيد أن هذا التحرك سيسبب ضربة زلزالية تؤدي لتحرك موجات عاتية يمكن أن تضرب الساحل الشرقي للقارة الأمريكية وخصوصا كاليفورنيا التي يمكن أن تتأثر بشكل كبير بهذه الموجات.
وفيما يخص المغرب، أكد الخبير البيئي أن التأثير لن يكون كبيرا بحكم أن اتجاه الانزلاق سيكون في اتجاه القارة الأمريكية وليس القارة الإفريقية، مشددا على أن هذه هي التأثيرات العلمية الممكن تحققها، لكن لا توجد أي مؤشرات على ذلك حتى الآن.
ونبه بنرامل إلى أن تخمينات العالم الهولندي تميل دوما إلى الأسطورة والخيال أكثر من الواقع والحقيقة، مؤكدا أن ما يشهده الكون اليوم هو ظاهرة تجاذب غريبة ناتجة عن تجاذب الأرض والقمر تحدث كلما مرت أزيد من 100 سنة. وهي ظاهرة مغناطيسية ناتجة عن انجذاب بين الأرض والشمس والقمر، ما يؤدي إلى ضغط بقوة على المحيطات العالمية ويتسبب في انحسار المد.