اقترب المنتخب المغربي خطوة كبيرة نحو نهائيات مونديال 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد فوزه على تنزانيا (2-0) في الجولة السادسة من التصفيات الإفريقية، رافعاً رصيده إلى 15 نقطة من 5 مباريات في صدارة المجموعة. لكن الأداء الباهت لـ”أسود الأطلس” أثار مخاوف الجماهير قبل أشهر من استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا، وسط تساؤلات حول قدرة كتيبة وليد الركراكي على تحقيق اللقب القاري.
أداء مخيب يُنذر بالخطر
يرى المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف أن المنتخب لم يقدم أداءً مقنعاً في مواجهتي النيجر وتنزانيا، محذراً من صعوبة منافسة المنتخبات الكبرى بهذا المستوى. وقال لـ”العمق”: “الجمهور يعشق الفرجة والنتائج، لكن الأداء لا يعكس الإمكانيات الهائلة للاعبين المحترفين والتركيبة البشرية القوية.” وأضاف: “الهجمات قليلة، الانسجام مفقود، والتسديدات شحيحة، حتى أمام فرق متوسطة مثل النيجر.”
تحليل المباراة: بين الضغط والفتور
من جانبه، قسم المحلل المهدي كسوة مباراة تنزانيا إلى ثلاث مراحل: ضغط عالٍ في أول 20 دقيقة، فتور وسطى، ثم تحسن في الشوط الثاني باللعب المباشر. وأوضح لـ”العمق”: “الأداء الفردي جيد، لكن الجماعي بحاجة لتحسين كبير في استغلال المساحات والمثلثات الهجومية، وهو ما يجب على الركراكي معالجته قبل ‘الكان’.
غياب الانسجام وثغرات دفاعية
أشار أوشريف إلى غياب التفاهم بين اللاعبين وتباعد الخطوط، لافتاً إلى أن الكرات نادراً ما تصل للمهاجمين مثل النصيري. وانتقد النهج التكتيكي الثابت للركراكي، قائلاً: “لا حلول لاختراق الدفاعات المتراجعة، ولا نستغل الركلات الحرة.” كما تساءل عن استقرار قلب الدفاع بجوار نايف أكرد، معتبراً أن المباراتين ليستا معياراً كافياً للحكم بسبب تواضع المنافسين.
دعوة للإصلاح وتحذير من ‘الكان
حث أوشريف الركراكي على التواضع وتعزيز طاقمه الفني بمساعدين أكفاء لتقديم أفكار جديدة، محذراً: “من المستحيل الفوز بكأس إفريقيا بهذا الأداء إلا بمعجزة.
لا نطالب بتغيير المدرب، بل بإصلاح العيوب لاستغلال فرصة التنظيم على أرضنا.” بينما يرى كسوة أن النقاط الثلاث أمام تنزانيا تعزز الثقة وتؤهل المغرب للمونديال للمرة الثالثة توالياً، لكن العمل الجماعي يبقى التحدي الأكبر.
الوضع في المجموعة
يتصدر المغرب المجموعة بـ15 نقطة، بفارق 9 نقاط عن تنزانيا (6 نقاط) والنيجر، و12 نقطة عن زامبيا (3 نقاط)، مع إيقاف الكونغو وانسحاب إريتريا.
تعادل واحد في الجولة المقبلة قد يكفي للتأهل المبكر، لكن السؤال يبقى: هل يستعيد “أسود الأطلس” بريقهم قبل “الكان”