يدخل اتحاد طنجة غمار البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” للقسم الأول (2024 – 2025) في ظل صعوبات مالية معقدة وانعدام استقرار بين مكونات الجهاز الإداري، ما قد يشكل عقبة أمام تطلع فارس البوغاز لمعاودة تحقيق الأمجاد ومنافسة الفرق الكبيرة والعودة إلى منصة التتويج.

ولعل الوضع المالي لاتحاد طنجة لا يعكس أبدا ما تحققه مدينة البوغاز من تطور اقتصادي وتنموي نوعي يجعل منها قاطرة للتنمية الاقتصادية والصناعية التي يعرفها المغرب، إذ يوجد النادي منذ عدة مواسم رهينة لإجهاد مالي بسبب سوء التعاقدات، وأيضا حبيس دوامة أزمات تدبيرية، كادت أن تهوي بالنادي إلى القسم الثاني، لولا تدارك النتائج خلال الدورات الأخيرة من الموسمين الماضيين.

وتسبب هذا الوضع في تأخر كبير في انطلاق استعدادات الفريق للموسم الرياضي المقبل، إذ بالكاد شرع الأسبوع الماضي في التداريب الجماعية على أمل استدراك التأخر والبصم على انطلاقة مريحة وتحقيق نتيجة إيجابية خلال الدورة الأولى من البطولة الاحترافية.

بهذا الخصوص، قال مدرب اتحاد طنجة، الإطار الوطني هلال الطير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد تأخرنا بشكل كبير في بداية الموسم، لم نبدأ في التحضيرات إلا مع نهاية الأسبوع الماضي، وذلك راجع لأسباب ومشاكل داخلية، لن أخوض فيها”.

خلال الحصص التدريبية التي أجراها الفريق خلال هذه المدة القصيرة، تكونت لدى المدرب صورة أولية حول قدرات مكونات الفريق ومدى استعداده البدني والذهني لخوض مباراة الجولة الأولى من البطولة الاحترافية، التي تجمع اتحاد طنجة بفريق حسنية أكادير.

وأكد هلال الطير أن “مجموعة اللاعبين والرصيد البشري المتوفر حاليا أعطى إشارات إيجابية بأنه يتوفر على الإرادة لرفع التحدي للتغلب على الإكراهات المادية واللوجستية”، مضيفا أن الإكراه الثاني يتمثل في فقدان مجموعة من ركائز الفريق التي غادرت أسوار قلعة البوغاز بعد نهاية الموسم الماضي.

ولعل من أبرز الأسماء المغادرة التي قد تترك فراغا يتعين سده خلال فترة الانتقالات الصيفية بعد تمكن الفريق من تسوية الديون العالقة لرفع المنع من الانتدابات، هناك الحارس الجزائري مرباح غاية العائد إلى شبيبة القبايل، ووصيف هداف النادي خلال الموسم الماضي إسماعيل خافي الذي انتقل إلى القادسية الكويتي، وأخيرا السنغالي كاني الحاجي ماديكي الذي ارتبط اسمه بفريق الهلال السوداني.

وقال هلال الطير “لقد شرحنا الوضع ووضعنا التشخيص المناسب، وأطلعنا مسؤولي الفريق على الوضع، وحصلنا على ضمانات لتسوية التركيبة البشرية للفريق”، مشددا “نحن في الطريق للقيام بانتدابات عقلانية في مراكز الخصاص وحسب السيولة المادية المتوفرة، دون إثقال كاهل الفريق وخلق مشاكل مادية جديدة”.

بخصوص هذه النقطة، يؤكد الصحافي الرياضي محمد البشير العجوق، ان ديون الأحكام الصادرة عن الهيئات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم أو العصبة الوطنية الاحترافية بخصوص بعض قضايا اللاعبين تمنع اتحاد طنجة من جلب وتأهيل لاعبين جدد لتعزيز التركيبة البشرية للفريق.

ولعل الحل يكمن في فريق الأمل (الشبان) التابع لاتحاد طنجة، والذي شارك عدد من لاعبيه مع الفريق الأول خلال المباريات الأخيرة من الموسم الماضي للبطولة الاحترافية، وبصموا على أداء جيد رفقة اللاعبين المخضرمين، ما مكن اتحاد طنجة من ضمان البقاء في القسم الأول.

وقال الإطار الوطني هلال الطير “اعتمدت في نهاية الموسم الماضي على لاعبي الفريق الرديف بشكل كبير، إذ حصلوا على الفرصة الكافية لإبراز مواهبهم، كما وقفت شخصيا، رفقة الطاقم التقني، على إمكانياتهم”.

في هذا السياق، أوضح المدرب أنه تم تصعيد حارسي مرمى يتوفران على مهارات كبيرة، إلى جانب مدافع أوسط ولاعبي وسط الميدان ومهاجمين اثنين إلى الفريق الأول لتعزيز التركيبة البشرية في انتظار الحسم نهائيا في إتمام الانتدابات.

إلى جانب المشاكل التسييرية والمالية، في انتظار تأهيل ملعب القرية الرياضية لاحتضان مقابلات اتحاد طنجة، قد يضطر الفريق إلى لعب بعض مبارياته بعيدا عن جماهيره للموسم الثاني على التوالي، وهو ما سيحرم النادي من الدعم الجماهيري ومن مداخيل مهمة قد تضمن بعض التوازن المالي، إذ تقدر عائدات تذاكر المباريات بأكثر من ثلث ميزانية النادي خلال المواسم الماضية.

بهذا الخصوص، اعتبر محمد البشير العجوق أن “حرمان الفريق من الملعب أثر على ميزانية الفريق وقلص من مداخيله التي صارت محصورة في منح المؤسسات العمومية وبعض المستشهرين، لاسيما مع عجز المسيرين عن ضمان مداخيل قارة وإيجاد حلول مستدامة تجنب النادي تراكم الديون ومنعه من الانتدابات”.

إن كان اللعب خارج طنجة قد حرم فارس البوغاز من عائدات مالية مهمة فقد حرمه أيضا من دعم الجماهير التي تعتبر المساند الأول للاعبين وفق تصريح هلال الطير، مستدركا “لقد وصلنا إلى مستوى كبير من النضج والاعداد الذهني والتركيز الذي ساعدنا على تجاوز خوض المباريات بعيدا عن الجماهير، التي وإن غابت عن المدرجات فهي حاضرة في قلوب اللاعبين، ونسعى دوما لإسعادها”.

وأضاف تحويل رقعة ملعب القرية الرياضية من العشب الاصطناعي إلى العشب الطبيعي كان مبادرة محمودة وقد تمكن اتحاد طنجة من اللعب مستقبلا فوق ميدانه ووسط جماهيره وإن كانت طاقة الملعب محدودة مقارنة بملعب طنجة الكبير.

في ظل هذه الظروف، سينتقل فريق اتحاد طنجة إلى حاضرة سوس لمواجهة فريق حسنية أكادير في أولى مبارياته خلال البطولة الاحترافية 2024 – 2025 على أرضية ملعب أدرار مساء يوم غد السبت ، على أمل العودة بنتيجة إيجابية تعطي دفعة معنوية للاعبين والطاقم التقني والإداري.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع