أسعار النفط تواصل التراجع وسط تزايد المخاوف بشأن حدوث ركود

أسعار النفط تواصل التراجع وسط تزايد المخاوف بشأن حدوث ركود في التفاصيل، شهدت أسعار النفط الخام تراجعا ملحوظا خلال تعاملات اليوم الخميس 10 أبريل 2025، وذلك في ظل تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي واحتمالية حدوث ركود، وهو ما يلقي بظلاله على مستقبل الطلب على الطاقة.

هذا التراجع يأتي مدفوعًا بشكل أساسي بتصاعد حدة الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الصين، التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم.

تصعيد الحرب التجارية مع استثناءات محدودة

وعلى الرغم من إعلان الرئيس الأميركي عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية المفروضة على العديد من الدول لمدة تسعين يومًا، إلا أنه استثنى الصين من هذا القرار، بل وقام بتصعيد الضغط عليها من خلال رفع الرسوم الجمركية المفروضة على وارداتها إلى مستوى 125%، مع تطبيق هذا القرار بشكل فوري.

رد صيني مضاعف يزيد من حدة التوتر

جاء قرار الرئيس الأميركي بزيادة الرسوم على البضائع الصينية كرد فعل على قيام بكين بفرض رسوم جمركية على السلع الأميركية وصلت نسبتها إلى 84%، وذلك حسب ما رصدته منصة “الطاقة” المتخصصة. هذا التبادل التصعيدي للرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم يثير مخاوف جدية بشأن التأثيرات السلبية على حركة التجارة العالمية والنمو الاقتصادي.

انتعاشة مؤقتة تتبعها عودة للانخفاض

يُذكر أن أسعار النفط كانت قد أنهت تعاملات الأمس الأربعاء بارتفاع ملحوظ بلغت نسبته 4.5%، مسجلة أول مكاسب لها بعد خمس جلسات متتالية من الانخفاض. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بالقرار الأولي للرئيس ترمب بتعليق الرسوم الجمركية على معظم الدول.

أسعار النفط اليوم

بحلول الساعة 06:38 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:38 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم شهر يونيو/حزيران 2025، انخفاضًا بنسبة 0.47% لتصل إلى 65.17 دولارًا للبرميل. وفي الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم شهر مايو/أيار 2025، بنسبة 0.32% لتصل إلى 62.15 دولارًا للبرميل، وذلك وفقًا لبيانات منصة الطاقة المتخصصة.

تحليلات الخبراء وتوقعات السوق

أوضح خبراء استراتيجيات السلع في بنك آي إن جي (ING) أن قرار رفع الرسوم الجمركية الأميركية على الصين يثير حالة من الغموض وعدم اليقين في الأسواق، مؤكدين على أن هذا الغموض من المرجح أن يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما يمثل مصدر قلق كبير بالنسبة للطلب على النفط.

وأضاف الخبراء أن منحنى سعر خام برنت الآجل في بورصة إنتركونتيننتال يشير إلى وجود وفرة نسبية في إمدادات النفط.

من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي للسوق في منصة التداول الإلكتروني آي جي (IG) يب جون رونغ: “قد نتوقع أن تستأنف أسعار النفط اتجاهها الهبوطي الأوسع بمجرد تلاشي التفاؤل بشأن إعفاء الرسوم الجمركية الأخير.” وأضاف أن “رياح الطلب المعاكسة لا تزال مستمرة، مع تعرض توقعات النمو في الصين للخطر بسبب استمرار سياسة “العين بالعين”.”

ويرى محللو إيه إن زد ريسيرش (ANZ Research) أن أسعار النفط وجدت بعض الدعم المؤقت بعد إعلان خط أنابيب كيستون حالة القوة القاهرة على شحنات النفط المقررة، مشيرين في الوقت نفسه إلى وجود مخاطر هبوطية في ظل مؤشرات على زيادة المعروض من دول تحالف أوبك+.

تأثيرات جانبية على الإمدادات والمخزونات

أفادت شركة ساوث بو (المشغلة لخط أنابيب كيستون) بأن خط النفط الممتد من كندا إلى الولايات المتحدة ظل مغلقًا يوم الأربعاء بعد حدوث تسرب نفطي بالقرب من فورت رانسوم في ولاية داكوتا الشمالية، في حين يجري تقييم خطط إعادة تشغيله.

في سياق متصل، أعلن اتحاد خط أنابيب بحر قزوين يوم الأربعاء عن استئناف تحميل النفط من أحد المرسيين اللذين كانا مغلقين سابقًا في البحر الأسود، وذلك بعد أن رفعت محكمة قيودًا فرضتها جهة تنظيمية روسية على المنشأة.

أما في الولايات المتحدة، فقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة ارتفاعًا في مخزونات النفط الخام بمقدار 2.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من أبريل/نيسان، وهو ما يقارب ضعف توقعات المحللين التي كانت تشير إلى ارتفاع قدره 1.4 مليون برميل.

مجملًا، تشهد أسعار النفط حالة من التذبذب وعدم الاستقرار في ظل تفاقم التوترات التجارية العالمية والمخاوف المتزايدة بشأن مستقبل النمو الاقتصادي، وهو ما يضع ضغوطًا متزايدة على أسعار الخام.